منتدى الحكومة لاشهار المواقع والمنتديات
اهلا وسهلا بك زائر ان كانت هذة اول زيارة لك فيرجى التكريم بالتسجيل لتكون عضوا مميزا فى منتدانا

تحياتى المهندس:محمد الشربينى

الحج في إيحاءاته الروحية والفكرية والعملية 4rekce733kx9

الحج في إيحاءاته الروحية والفكرية والعملية Pbjb44fsu1t7

الحج في إيحاءاته الروحية والفكرية والعملية Ttokd0w7kjs0
منتدى الحكومة لاشهار المواقع والمنتديات
اهلا وسهلا بك زائر ان كانت هذة اول زيارة لك فيرجى التكريم بالتسجيل لتكون عضوا مميزا فى منتدانا

تحياتى المهندس:محمد الشربينى

الحج في إيحاءاته الروحية والفكرية والعملية 4rekce733kx9

الحج في إيحاءاته الروحية والفكرية والعملية Pbjb44fsu1t7

الحج في إيحاءاته الروحية والفكرية والعملية Ttokd0w7kjs0
منتدى الحكومة لاشهار المواقع والمنتديات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الحكومة لاشهار المواقع والمنتديات
 
الرئيسيةبوابة احنرتفيةأحدث الصورالتسجيلدخول




 

 الحج في إيحاءاته الروحية والفكرية والعملية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المديرمحمدالشربينى
مدير الادارة
مدير الادارة
المديرمحمدالشربينى


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 945
تاريخ الميلاد : 08/11/1985
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
العمر : 38
الموقع الموقع : www.elhkoma.ahlamontada.com
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مهندس برمجيات
المزاج المزاج : تمام

الحج في إيحاءاته الروحية والفكرية والعملية Empty
مُساهمةموضوع: الحج في إيحاءاته الروحية والفكرية والعملية   الحج في إيحاءاته الروحية والفكرية والعملية Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2010 7:33 pm

في معنى الإحرام
الاستجابة لنداء الله

الحج أهم مدرسة تربوية
الطواف بمعناه الحركي


عندما ندرس فريضة الحج نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قد جمع فيها كل المعاني التي أراد للإنسان أن يختزنها من خلال العبادات، ففي الحج صوم بطريقة وصلاة بطريقة أخرى، وفي الحج لون من ألوان الزكاة فيه كل معاني الانفتاح على الله سبحانه وتعالى، وكل الرموز التي ترمز إلى حركة صراع الإنسان في مواجهة الباطل والإنحراف كله، ما قد يوحي بأن الله سبحانه وتعالى يريد للإنسان من خلال الحج أن يعيش في وقت معين رحلة روحية حركية تتمثل في الجانب العملي في حياة الإنسان، بحيث تجعله ينطلق إلى الحياة بعد رجوعه من الحج ليجعل المفاهيم العامة التي حصّلها من الحج خطوات عملية ومناهج واسعة لكل الحياة.

فنحن مثلاً إذا أردنا أن ننفذ إلى الحج ونحاول أن نستلهم منه بعض الإيحاءات الروحية والفكرية والعملية فماذا نرى؟ ..

في معنى الإحرام:

إننا نلاحظ أن الحاج عندما ينطلق إلى الحج يبدأ بالإحرام، والإحرام في معناه هو أن تصوم في هذه الرحلة عن كثير مما ألفته مما تأكله ومما تلبسه ومما تتزين به ومما تحمي به جسدك ومما تواجه به حركة علاقاتك مع الناس من أسلوبك في إثارة الحركة، إنك تصوم عن أشياء معينة تختلف عما تتركه في أيام الصوم، ولكنها تلتقي معها في أنها تمثل تمرد الإنسان على عبوديته للعادة ومحاولته أن يأخذ حريته فلا تضغط عليه حاجاته ولا تتحكم فيه عاداته.

في الحج ينزع الإنسان ثيابه عند الإحرام ليكتفي بثوبين غير مخيطين يتمثل فيهما شكل الكفن والوحدة مع كل الناس، حيث لا طبقية في ثياب الإحرام، وبهذا يعطي شكل الحاج بالإحرام نوعاً من أنواع المساواة التي قد يفكر الإنسان وهو يتحرك فيها بأنها لا تمثل أي قيمة، وأنه يستطيع أن يكتفي من اللباس بشيء بسيط يمارس فيه عملية العبادة، بحيث يبقى بعيداً عن المألوف من ثيابه مدة من الزمن، قد يختزن فيها فكرة أنه قادر أن يستغني عنها في كثير من الحالات: لأن دور الثياب ستر الجسد وإعطاء الإنسان شكلاً معقولاً وليس دورها أن تعطيه قيمة إجتماعية يحاول أن ينطلق بها ليجعل لنفسه امتيازاً في هذا الاتجاه.

ثم نلاحظ بعد ذلك أن الإنسان يقف ليكمل إحرامه وذلك بأن ينتقل الإنسان من الجانب الشكلي لهيئته إلى إعلان الموقف، فماذا يفعل؟‍‍‍!

إنه يستمع في تلك اللحظة من أذن قلبه... إلى نداء الله لإبراهيم(ع): {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً}[الحج:27]، أذان لهم من الله يدعوهم إليه، قل لهم (يا إبراهيم) إن الله يدعوكم لزيارته، ولممارسة شعائره، لوقفة تأمل في كل ما مضى من حياتكم وفي كل ما تستقبلون منها، وقل لهم إّن الله يريدكم أن تخرجوا من أهلكم ومن بيوتكم ومن عاداتكم ومن أوضاعكم، لتأتوا إليه ولا شغل لكم إلا أن تستقبلوا أوامره ونواهيه وتفعلوها. قل ذلك يا إبراهيم، لكل من كان في زمانك ولكل من كان في أصلاب الرجال وأرحام النساء.

الاستجابة لنداء الله

وهنا في هذه اللحظة وأنت تستجمع كل تاريخ كل هذه الأمواج التي استجابت لنداء الله في الحج، وفي كل ما يريده الله للإنسان أن يعيش فيه إسلام الخلق والوجه واليد واللسان، وإسلام الحياة كلها... هنا ينفتح قلبك لربك كما ينفتح فمك لندائه لتقول: لبيك اللهم لبيك، يا رب لقد دعوتني إلى الحج ودعوتني إلى الإسلام، وإلى الحياة بطاعتك والإنطلاق بها ومبتغاي رضاك، لذلك يا رب لن اكتفي بإجابة واحدة بل إجابة بعد إجابة، يا رب لبيك في روحي، لبيك في عقلي، لبيك في كل جسدي، لبيك في كل تطلعات الحياة، ماذا تريد يا رب، أنا بين يديك، لبيك اللهم لبيك، لتكون حياتي يا رب كلها إجابة لك ثم لبيك اللهم لبيك …

لماذا نلبيه، وهل نلبي غيره؟؟

لماذا نلبي الله؟ لبيك لا شريك لك، لا نستمع إلا لندائك، لا نطيع إلا أوامرك، لا ننتهي إلا عن نواهيك، أنت وحدك تستحق العبادة، وتستحق الطاعة، وأنت وحدك الذي يجب أن تنتمي إليه المخلوقات، وأنت وحدك من يجب أن ننطلق إليه من أجل أن نحصل على رضاه، لن نطيع أحداً إلا إذا كان يأمرنا بأوامرك، ولا نخضع لأحد إلا من أردتنا أن نخضع له، لن تكون قيادتنا إلا من خلال من جعلته قائداً، لأننا عندما نسير معه فإننا نسير في خطك يا رب، لا شريك لك، ولهذا فإن الكلمة تحمل معنى الإيحاء النفسي الذي يعيشه الإنسان أمام الله سبحانه وتعالى بأنه لن يجيب أحداً إذا أراد أن يناديه بنداء لا يرضاه الله، وإذا أمر الله فعلى كل الذين يأمرون أن يسكتوا، وإذا نادى فعلى الجميع أن يصمتوا، فكل ما ينطلق منه، يمثل إرادتنا التي تنسحق تحت إرادته. وكل كلمة أمام كلمته هي السفلى، وكلمته وحده هي العليا "لبيك لا شريك لك".

"الحمد لك والملك"

ثم ما بعد ذلك؟ إن الحمد والنعمة لك والملك" من نحمد!! هل نحمد الأقوياء؟ هل نحمد العلماء؟ هل نحمد الأبطال؟ هل نحمد كل الناس؟ لماذا نحمدهم!!.

إننا نحمدهم من خلال ما أعطيتهم أنت من مواقع الحمد، أنت الذي أعطى العالم علمه، وأنت الذي أعطى الكريم ماله، وأنت الذي أعطى القوي قوته، وأنت ألهمت كل شيء هداه، وأنت وحدك أعطيت كل شيء لمن نحمدهم ونثني عليهم، فكل ثناء في الكون هو ثناء لك لأنه منك إنطلق، الحمد لك وحدك، لا حمد لغيرك لأن حمد غيرك مستمد من حمدك. "والنعمة" أية نعمة، هي ممن؟، من المنعم الذي هو الله، ليس هناك إلا الله {وما بكم من نعمة فمن الله}[النحل:53]. أنت أعطيت الحياة، وأنت أعطيتنا كل تفاصيلها، وكل حاجاتها، وكل النعم منك، الهواء الذي نتنفس، والماء الذي نشرب، والغذاء الذي نتغذى، أنت الموجود المعطى لكل الأشياء سر حركتها ومتعتها في الوجود. إننا يا رب نستمد وجودنا وحياتنا من عطائك الإلهي المطلق المنفتح الذي يفيض رحمة على كل شيء.

"إن الحمد والنعمة لك والملك" أنت مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، أنت تعطي الملك لكل مالك، ولكل ملك وتنزع الملك ممن تشاء، لا ملك غيرك ولا محمود، أنت وحدك لك الأسماء الحسنى، والأمثال العليا، وإذا كنت أنت وحدك كل شيء، لا شيء معك، لا شيء فوقك، لا شيء إلا الذي استمد كل وجوده منك، لهذا لن نلبي غيرك يا رب، لن نعبد غيرك، لن نخضع لغيرك، لن نعطي القيمة لغيرك، إلا من خلال ما تعطي أنت.

الحج أهم مدرسة تربوية

وينطلق الإنسان بكل حياته ليشعر أنه يقف ويلبي ربه ثم يفكر، كيف تكون حياتي كلها إجابة له، وطاعة؟ ويتحرك الإنسان المسلم الواعي في هذا المجال ليفكر أن يكون المستقبل كله في خدمة الله، ويتحرك والشمس تصهره، ولا يغطي رأسه بشيء، يبتعد عن كل ما يتزين به، وعن كل ما يرتاح إليه مما يشمه من عطر أو غير عطر، فيجمد كل غرائزه الجنسية، ويترك كل ما ألفه من زينة ومن عادة، فيترك الجدال، لأنه ينطلق مع الحقيقة الواضحة، والجدال يشوه الجو الروحي الذي يحاول من خلاله أن يؤكد ذاته، وهنا لا يريد لذاته أن تعيش إلا مع ربه تعيش أخلاقية الله وروحانيته الله. ولذلك يقول تعالى {لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}[البقرة:197]. وهكذا يستمد الإنسان من جو الإحرام ودروسه إرادة قوية تنطلق لتؤكد الإيمان في المجال العام في الحياة، فالله أراد منا أن نحرم حتى عمّا يحل من الزينة ومن الغريزة ومن العادة ومن بعض الأوضاع حتى نجعل ذلك مقدمة للإحرام الكبير في الحياة، فالله أمرنا في الحج أن نعف عن غرائزنا في نطاق الحياة الزوجية لنتدرب على أن نعف عمّا حرمه الله علينا في بقية رحلة الحياة خارج نطاق العلاقات الزوجية، والله أراد لنا أن لا نتزين بالحلال هنا لنتدرب على أن لا نتزين بالحرام في موقع آخر، والله أراد منا أن نتقشف فلا نغطي رؤوسنا والشمس تصهرها ولا نحميها من ذلك كله، لنتعلم أننا إذا تعرضنا إلى وضع ضاغط أن نكون مستعدين له وأن لا نسقط أمام المسؤوليات التي تفرض علينا لمواجهته، وهكذا في كل المجالات العملية في الحياة نتعلم أن لا نسقط أمام رغباتنا في اللباس وفي غيره عندما يريد الآخرون أن يضغطوا علينا لإسقاطنا.

إننا نؤكد هذه المعاني في الرحلة وهي تتحرك ومع المحرمين حين ينطلقون إلى بيت الله الحرام، إلى منطلق الدعوة، إلى مكة التي كانت منطلق إبراهيم(ع) في بناء البيت، وكانت منطلق محمد(ص) في استقبال الوحي وفي تحريكه على أساس انطلاقة الدعوة الإسلامية من هناك، ولذلك فأنت عندما تدخل مكة فسينطلق التاريخ معك، فتتصور رسول الله(ص) وهو يستقبل جبرئيل ليقول له {إقرأ باسم ربك الذي خلق}[العلق:1] ولتجد النبي(ص) يتحرك ليقرأ القرآن ويتحمل المسؤولية {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}[المزمل:5]، إنها مسؤولية ثقيلة:{يا أيها المدثر* قم فانذر}[المدثر:1ـ2] وبدأ بالإنذار، واستجاب الناس له وبدأت رحلة التعذيب والإضطهاد لهؤلاء، ولكنهم ثبتوا أمام التعذيب، وأمام التهجير، وأمام الحصار ولم ينقل أن أحداً منهم تراجع عن دينه في تلك الفترة الصعبة. إنك تتطلع إلى بداية الدعوة في مكة لتطل من خلال ذلك على واقع الإنسان عندما يريد أن ينشر الإسلام في مجتمع يقف ضد الإسلام، لتتعلم أن عليه أن لا ييأس من قلة الناس حوله، وأن لا يخاف من كثرة المعارضين له، وأن لا يسقط عندما تحاصره الضغوط في هذه اللحظة الزمنية، عليه أن ينطلق ليثق بالله، ويتق بقدراته ويحاول أن يدرس الواقع، وما يملك من أدوات لتحريك الواقع، وأن يعمل على أساس سياسة النفس الطويل، وهكذا انطلق رسول الله(ص) من مكة إلى المدينة وخاض حروباً كثيرة عاد بعدها إلى مكة فاتحاً يكسر الأصنام كلها ليكون الدين كله له.

وعندما تنطلق إلى مكة وأنت قادم من بلدك والضغوط تحيط بك: المستكبرون من جهة، والكافرون من جهة أخرى، والمشركون الظالمون والمنحرفون من جهة ثالثة، عندما تنطلق من بلادك وأنت تشعر بنوع من السقوط أو الخوف فإنك عندما تأتي إلى مكة فإن عليك أن تتصور هذا اليتيم "محمد"، الذي انطلق بالرسالة وحده، كيف استطاع أن يهز العالم كله برسالته، لأنه صبر، ولأنه أخلص، ولأنه عرف كيف يركز الدعوة ويحرك كل مفردات الواقع، ولأنه عرف أن الحاضر إذا كان يحاصر الدعوة في مكان فإن المستقبل كفيل بأن يطلقها في كل أطرافه الواسعة، وهكذا تمتلئ قوة بحركية الإسلام في نفسك، وأنت تدخل مكة.

ثم بعد ذلك تدخل إلى بيت الله، حيث دعاك إلى بيته، فتلبي الدعوة، وتأتي إلى هذا البيت الذي تعبّد الله خلقه بالمجيء إليه، لأنه أراده أن يكون المسجد العالمي الذي ينطلق فيه كل الناس من كل الألوان والأجناس والقوميات ليشعروا بأنه يوحدهم، قد يكون لكل جماعة مسجدها في بلدها أو منطقتها، ولكن هذا هو المسجد الجامع، الجامع لكل مسلمي العالم، ولهذا يشعر المسلمون أن هذا المسجد يوحدهم بصفة أنه بيت الله، فهم يتوحدون بالله بالتوحد على بيته، ثم بالطواف حول بيته.

الطواف بمعناه الحركي:

ماذا يعني الطواف حول البيت؟ الطواف بمعناه الحركي أن يرسم الإنسان دائرة معينة في بعض الساحات ليطوف حولها، ومعناه الديني أن طوافنا سيكون ببيت الله، فيما يرمز إليه من عبادة الله بما في كل هذه الكلمة من معنى، وعبادته تكون من خلال العقيدة والقول المنسجم مع وحي الله، والفكر المتحرك في الدائرة التي تتميز بها الحقائق القادمة من الله، وكذلك في حركية الإنسان في كل جوانب الحياة سواء كانت جوانب فردية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، أن يعبد الله بأن تكون حياته كلها في دائرة الإسلام، فنحن عندما نطوف بالبيت فكأننا نقول يا رب، البيت بيتك والعبد عبدك والحرم حرمك، وها أنا ذا قادم إليك أعلن لك وأنا أطوف ببيتك بأنني لن أطوف بأي بيت لا يستمد شرعيته منك، ولا يستمد روحيته ومنهجه وأهدافه ووسائله من بيتك، ولا يستمد وسائله من بيتك، وبيتك هو وحيك، وهو الإسلام الذي أردتنا أن ننطلق من خلاله، ولذلك على الإنسان المسلم، وهو يطوف، أن يتطلع إلى كل البيوت التي يطوف الناس بها، بيوت الطغاة، وبيوت البغاة، وبيوت الكافرين، وبيوت المنحرفين، وبيوت اللهو، وبيوت القمار، وبيوت الخمر، وبيوت الذين يتحركون في معصية الله وبيوت الإنحراف كله عن خط الله... ولذلك عليه كمسلم أن يستحضر كل هذه الأجواء، لأن طوافه في بيت الله يحقق في نفسه مسؤولية أن لا يطوف في بيت غير بيت الله إلا إذا كان ذلك البيت يحمل المعاني التي يختزنها بيت الله سبحانه وتعالى.

ثم يمتد الأمر بالإنسان بعد ذلك إلى أن يصلي ركعتي الطواف، لينطلق في صلاة متحركة خلف مقام إبراهيم ومن بعدها إلى الصفا والمروة ليستمع إلى قول الله {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}[البقرة:158] وينطلق هناك ليسعى بين الصفا والمروة ليكون السعي رحلة يتحرك فيها الإنسان في حياته من هذا المكان إلى ذلك، لماذا؟ لأن الله أمره، أن يسعى ليكون كل سعيه في الحياة في طريق الله ومن أجل الله سبحانه وتعالى.

وبعد ذلك يطوف بالحج في وقفاته في عرفات وفي المشعر، فيعيش أجواء التأمل هناك حيث يخلو بروحه وبفكره إلى ربه ليسترجع كل حياته وكل مستقبله في ضميره، ثم يكون في منى حيث يبيت الليلة هناك ليراجع حصيلة أعماله ويتأمل في ما يريد أن يعمله في المستقبل، ثم يرجم الشيطان الذي يرمز إلى كل شياطين الأرض: الشياطين التي تتحرك في أكثر من موقع ليكون رجمنا للشيطان الأصغر وللشيطان الأوسط وللشيطان الأكبر رمزاً لمواجهة كل حالة شيطانية، فنرجمها ونصيبها حتى نستطيع أن نخلص الحياة من كل الشياطين، وهكذا نجد أن الحج يمكن له أن يحقق الكثير مما يبني للإنسان إنسانيته، ومما يحقق له الروح الجديدة في حركية إسلامه بين يدي الله سبحانه وتعالى.

منافع الحج

ومن جهة ثانية، فإننا عندما ندرس كلمة الله سبحانه وتعالى بقوله:{ليشهدوا منافع لهم}[الحج:28]، من دون أن يحدد لنا هذه المنافع فإننا نلاحظ أن الله يريدنا أن نطوّر هذه المنافع، لأنه يعلم أن لكل مرحلة زمنية حاجات وقضايا ومشاكل لا بد للناس من أن يواجهوها بمسؤولية تحقق لهم إنسانيتهم وتحقق لهم إستقرارهم في الحياة، ولهذا فإن الله يريد للمسلمين كما يريد لكل الناس أن يستفيدوا من كل الفرص التي يمكن أن تحقق لهم النتائج العملية في هذا المجال، وعلى هذا الأساس فإن الحج يمثل مؤتمراً عالمياً يلتقي فيه المسلمون من كل أنحاء العالم فيكون موقعاً للتعارف الذي يمكن للمسلمين أن يتعرفوا فيه إلى بعضهم البعض، وأن يستفيدوا من تجارب بعضهم البعض، وأن يتحدثوا بمشاكلهم السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في كل المجالات العملية حتى يكتشفوا الإمكانات التي يمكن لأي بلد إسلامي أن يستفيد فيها من إمكانات البلد الإسلامي الآخر على جميع المستويات، باعتبار أن المسلمين أمة واحدة وأن قضاياهم واحدة، وأن مشاكلهم واحدة في هذا المجال.

لذا فإننا نعتقد أن علينا أن نستفيد من الحج في محاولة دراسة المشاكل الاقتصادية فيما بين المسلمين حتى يتحرك المسلمون ليدرسوا الإمكانات العظيمة الموجودة في بلادهم ما يمكن أن يحقق لهم إقتصاداً حراً مستقلا فاعلاً مسيطراً، وكيف يمكن لهم أن يستغلوها، ويحركوا قضاياهم السياسية ليوفقوا بينها وليوحدوها وليتعاونوا في سبيل حلها أو أن يتحاوروا في سبيل تصفية النزاعات والخلافات القائمة فيها، أو في سبيل تعبئة المسلمين سياسياً تجاهها وفي إثارة تفكيرهم في هذا المجال.

ونحن نعرف أن الحج كان منذ البداية موسماً سياسياً إلى جانب كونه من المواسم العبادية، حيث كان النبي (ص) والخلفاء من بعده يعتبرون الحج فرصة لإبلاغ المسلمين المواقف السياسية التي تريد القيادة الإسلامية للمسلمين أن يتحركوا من خلالها، وسورة براءة هي أكبر شاهد على هذا المعنى، فنحن نلاحظ أن هذه سورة تمثل إعلان موقف سياسي في إنهاء التحالف، وإنهاء المعاهدات مع المشركين، ما يعني أن الحج يمثل موسماً إسلامياً لا بد من أن تتحرك فيه القضايا السياسية حتى يستطيع المسلمون أن يقفوا على تفكير القيادة وعلى حركة المسلمين ومشاكلهم، ولهذا فإننا نختلف مع الذين يريدون أن يقولوا إن مواجهة الشأن السياسي في الحج يسيء إلى كرامة الحجاج، أو إلى الحج، أو إلى الروح العبادية، إننا لا نعتقد ذلك لأننا نعرف أن الحجاج ينطلقون في مناسك حجهم ليؤدوها بشكل روحي خالص ويتحركون في أوقات صلاتهم ودعائهم، ثم يفرغ الحجاج بعد ذلك إلى بيوتهم وإلى حياتهم الإجتماعية، ولهذا فإن إثارة هذه الأمور لا تتعارض مع مناسك الحج، ولا تمثل أي تشويه للحج، لا سيما إذا كانت القضايا تعرض بطريقة إسلامية مهذبة ليس فيها كلام غير مسؤول أو شعارات غير مركزة، إننا نعتقد إنها تكمل معنى الحج بدلا من أن تسيء إليه، لأن الحج يريد للإنسان المسلم أن يعيش عبوديته لله لتتحرك حريته ضد كل أعدء الله سبحانه وتعالى من الظالمين ومن المستكبرين، ولا إشكال في أن العمل على تعبئة المسلمين بالقضايا التي تهم المسلمين بالوسائل التي يمكن أن تحقق القدرة على التعبير هي فرصة كبيرة لا يمكن لنا أن نتجاوزها، لذا علينا أن نتحرك جميعاً كمسلمين لجعل الحج مؤتمراً إسلامياً تبُحث فيه كل القضايا الإسلامية لا سيما القضايا التي يختلف المسلمون فيها في مذاهبهم وفي طوائفهم، إننا نعتقد أنه بإمكاننا الإستفادة من الحج حيث يجب على المسلمين الجلوس وجهاً لوجه، وعلىكل فريق أن يبسط كل أدلته ووجهة نظره تجاه الطرف الآخر بدلاً من أن يتراشقوا بالتهم من بعيد، وبدلاً من أن يردوا على بعضهم بواسطة الكتب، لأنه من الممكن جداً الوصول إلى نتيجة أفضل بالحوار القريب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elhkoma.ahlamontada.com
 
الحج في إيحاءاته الروحية والفكرية والعملية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من الحج الابراهيمي إلى الحج الجاهلي
» الحج انفتاح على الله وعز للاسلام
» مقدّمات الحج
» الحج رحلة السمو الروحي إلى الله
» الحج والعمرة ... الكيفيات والمناسك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الحكومة لاشهار المواقع والمنتديات  :: 

الاسلاميات  :: الدين الاسلامى والديانات الاخرى

-
انتقل الى: