المديرمحمدالشربينى مدير الادارة
الجنس : عدد المساهمات : 945 تاريخ الميلاد : 08/11/1985 تاريخ التسجيل : 02/01/2010 العمر : 38 الموقع : www.elhkoma.ahlamontada.com العمل/الترفيه : مهندس برمجيات المزاج : تمام
| موضوع: مشكلة الهلال الثلاثاء فبراير 23, 2010 7:28 pm | |
| مشكلة الهلال*
العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله.
س: لست أوَّل من يتساءل، ولكن ألم يأن لهذه الاختلافات في هلال شهر رمضان أن تنتهي ويكون لها حل قطعي؟
ج: بيّنَّا أكثر من مرة أن هناك خطين في مسألة رؤية الهلال، أي في مسألة بدايات الشهور:
هناك خط يجري عليه أغلب المسلمين من السُنّة والشيعة في اجتهاداتهم الفقهية، وهي الاعتماد على الرؤية البصرية، حتى إن بعضهم لا يأخذ برؤية المناظير المكبرة، (التليسكوب)، وهناك من علمائنا من يفتي بذلك، فيرون أن الرؤية البصرية هي الأساس، للحديث المعروف: ((صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته))، أي لا تفطر حتى تراه، و لا تصم حتى تراه.
وهناك خطٌّ آخر، أو رأي آخر، وهذا ما تحدَّث عنه السيد الخوئي (رحمه الله) في أبحاثه الفقهية، ويقول هذا الرأي: إن قضية بداية الشهور هي جزء من النظام الكوني للزمن، يعني أنّ الله تعالى خلق الشهور، قبل أن يكون هناك مستهلّون، وقبل أن يخلق الناس، قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ الله اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ الله يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ....}(التوبة/36)، فالمسألة ليست مرتبطة بالناس الذين يرون الهلال في بداية الشهور ونهايتها. ونحن نعلم أن الزمن مستمر تماماً ولا حواجز فيه، إذاً كيف نفصل الشهور؟ فبم يكون هذا الشهر شهراً، وبم يكون ذاك الشهر شهراً؟
يقولون: إذا دخل القمر في المحاق، يعني أصبحت الجهة المظلمة من القمر مقابلة للأرض، حيث لا يُرى بعد ذلك، عند ذلك ينتهي الشهر، ما دام القمر يبدي لنا وجهه المظلم، ولا أحد يراه، ثم إذا تطوَّرت دورته وأخذ يبدو جزأه المضيء للأرض، بدأ الشهر الثاني، وتسمّى هذه الحالة بولادة الهلال. فالقضية مربوطة بحركة القمر كلية، وليس لنا دخل فيها، سواء كنا موجودين أو لم نكن.
أمَّا كيف نفسِّر مسألة: ((صوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته))، فإننا نفسرها كما فسّرها السيد الخوئي (ره)، بأن الرؤية وسيلة من وسائل المعرفة، يعني ليس للرؤية موضوعية. وأنا أضرب لكم مثلاً من حياتنا اليوميّة، فإنه إذا قال لك شخص: إذا رأيت فلاناً فأخبرني، وأنت لم تره، ولكنّه هاتفك، ألا تخبره بوجوده؟! وذلك لأنّ معنى "إذا رأيته"، إذا عرفت بأنه موجود في البلد أو لا، فالرؤية وسيلة للمعرفة، يعني لو أنكم عرفتم أن الهلال موجود في السماء بواسطة الرؤية، فاحكموا ببداية الشهر، ورتّبوا عليه الأثر.
ولذلك نحن نقول إن الذي يوحّد المسلمين، هو مسألة الاعتماد على الحسابات الفلكية الدقيقة، التي وصلت إلى مستوى 1+1=2، ونحن أساساً ومنذ قرابة عشر سنوات، نفتي بالهلال قبل أن يأتي يومه.
* فكر وثقافة، المسائل الفقهية، العدد373 | |
|