منتدى الحكومة لاشهار المواقع والمنتديات
اهلا وسهلا بك زائر ان كانت هذة اول زيارة لك فيرجى التكريم بالتسجيل لتكون عضوا مميزا فى منتدانا

تحياتى المهندس:محمد الشربينى

الصوم السياسي في حركة الواقع 4rekce733kx9

الصوم السياسي في حركة الواقع Pbjb44fsu1t7

الصوم السياسي في حركة الواقع Ttokd0w7kjs0
منتدى الحكومة لاشهار المواقع والمنتديات
اهلا وسهلا بك زائر ان كانت هذة اول زيارة لك فيرجى التكريم بالتسجيل لتكون عضوا مميزا فى منتدانا

تحياتى المهندس:محمد الشربينى

الصوم السياسي في حركة الواقع 4rekce733kx9

الصوم السياسي في حركة الواقع Pbjb44fsu1t7

الصوم السياسي في حركة الواقع Ttokd0w7kjs0
منتدى الحكومة لاشهار المواقع والمنتديات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الحكومة لاشهار المواقع والمنتديات
 
الرئيسيةبوابة احنرتفيةأحدث الصورالتسجيلدخول




 

 الصوم السياسي في حركة الواقع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المديرمحمدالشربينى
مدير الادارة
مدير الادارة
المديرمحمدالشربينى


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 945
تاريخ الميلاد : 08/11/1985
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
العمر : 38
الموقع الموقع : www.elhkoma.ahlamontada.com
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مهندس برمجيات
المزاج المزاج : تمام

الصوم السياسي في حركة الواقع Empty
مُساهمةموضوع: الصوم السياسي في حركة الواقع   الصوم السياسي في حركة الواقع Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2010 7:11 pm

الصوم السياسي في حركة الواقع

العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله

الاستحضار الدائم لعظمة الله العبودية ميزان التقويم

بالصوم تُنال ملكة التقوى الصوم في مفهومه الكبير


يقول الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون* أياماً معدودات...}[البقرة:183ـ184]، الصوم كما نعلم جميعاً هو فريضة عبادية كبقية العبادات التي فرضها الله على عباده، كالصلاة والحج وما إلى ذلك من أعمال أراد الله للناس من خلالها أن يستشعروا دائماً في أنفسهم معنى عبوديتهم له، لأن الإنسان عندما يغفل عن كونه عبداً لله ويعيش بعض حالات القدرة الذاتية جسدياً أو مالياً أو اجتماعياً أو سياسياً أو عسكرياً وما إلى ذلك، فإنه قد يستشعر صفة الألوهية في نفسه، بحيث يشعر بأنه حر في القيام بما شاء من أعمال أمام الله.

كما هي حال كثير من الناس الذين لا يلتزمون بالأوامر الإلهية، ويبررون إذا ما سئِلوا عن ذلك بكونهم أحراراً في تصرفاتهم، أي ليسوا عبيداً لله ولا ملزمين بطاعته وامتثال أوامره ونواهيه، وهذا ما أشار إليه الإمام موسى بن جعفر الكاظم(ع)، فيما يروى عنه أنه مرّ بدار شخص كان يقضي وقته بالسكر والعربدة ومعصية الله، وفي غير ذلك، فرأى الخادمة وهي تلقي النفايات خارج المنـزل، فاستوقفها الإمام(ع) وقال لها: "لمن هذه الدار، قالت لسيدي بشر، قال لها: سيدك حرّ أو عبد، قالت: سيدي حرّ، قال: صدقت لو كان عبداً لخاف من مولاه"، حرٌ ولكن أمام الله، وعبدٌ لشهواته وعبد للناس الأقوياء من حوله.

الاستحضار الدائم لعظمة الله

قد يعيش بعض الناس هذا الإحساس الواهم بالحرية، لأنهم يغفلون عن عبوديّتهم لله، لأن العبودية تفرض على الإنسان أن يخضع لسيده وأن يطيع مولاه، وهذا ما نغفل عنه نحن أيضاً، بحيث نستشعر العبودية لله دون أن نستشعر ما يمكن أن تنتهي إليه يوم القيامة، ودون أن نستشعر خطورة غضب الله علينا وسخطه، ولذلك نرتكب المحرمات في كثير من الحالات التي يخالف تركها مزاجنا أو نترك الواجبات التي لا تتوافق مع مصالحنا ومزاجنا لعدم شعورنا بخطورة غضب الله علينا إذا تركنا هذا الواجب أو إذا فعلنا هذا المحرم، لذلك أوجب الله سبحانه وتعالى على الإنسان هذه العبادات على أشكال متنوعة، فأراد لنا أن نمارس عبادة الصلاة في اليوم خمس مرات كفريضة، وأراد لنا أن نمارس عبادة الصوم شهراً في السنة، وعبادة الحج مرة واحدة في العمر عند استطاعتنا ذلك، وأبقى باب المستحبات مفتوحاً في مجال الصلاة والصيام والحج في الإطار الذي استحبه.

إن الله أراد من نظام العبادات الذي وضعه لنا أن نعيش معه دائماً الإحساس بالمسؤولية والعبودية له، فأنت عندما تقول في صلاتك "إياك نعبد وإياك نستعين" تقدم تقريراً لربك عن كل مشاعرك وأفكارك تقول فيه يا رب، إننا نعبدك ولا نعبد غيرك، يا رب إننا نستعين بك ولا نستعين بغيرك، إننا نستهديك أن تدلنا على الصراط المستقيم ولا نستهدي بغيرك.

إنك تؤكد لربك في كل صلاة من صلواتك بأنك عبدٌ له وأنك لا تملك لنفسك ضراً ولا نفعاً إلا من خلاله، هذا الاستمرار في العبادة هو الذي يؤكد معنى العبودية في نفس الإنسان، وهو الذي يجعلك تستشعر عظمة الله دائماً، فكلمة الله أكبر تحمل بعداً فكرياً عقائدياً، وهو أن الله أعظم شيء في الوجود، وتحمل بعداً روحياً وشعورياً تشعر معه بأن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يملك أمرك كله، وهكذا عندما تركع وتقول: "سبحان ربي العظيم"، وعندما تسجد وتقول: "سبحان ربي الأعلى"، إن هذا يحضر في قلبك فكرة أن الله هو العظيم ولا عظيم غيره، إن الله هو الأكبر ولا كبير غيره، إن الله هو الأعلى ولا أعلى غيره، وبذلك تعش مع الله دائماً من موقع معرفتك بمقام ربك ومعرفتك بموقعك من ربّك، أن يكون هو المولى وأنت العبد، هو الخالق وأنت المخلوق، هو المالك وأنت المملوك، هو الباقي وأنت الفاني، هو الدائم وأنت الزائل، هو الحي وأنت الميت، هو الكبير وأنت الصغير، هو الغني وأنت الفقير، وبذلك تستشعر ارتباط كل وجودك بربك فأنت لا تستغني عنه لحظة من اللحظات.

لقد أكد الله على الصلاة من أجل تحقيق هذا المعنى، ولكن لا نستطيع بلوغ ذلك الوعي الروحي، إلا بعقل وقلب مفتوحين على الله، بحيث نفكر ونعي الكلمات والحركات التي نؤديها ونحن نصلي. إنك عند وقوفك أمام الله، وعندما تحني ظهرك في ركوعك أمامه، فإن هذا الانحناء يعني انحناء إرادتك وموقفك أمام إرادته سبحانه ولا يقتصر الأمر على انحناء ظهرك فقط، ففي ذلك رمز إلى أني يا ربي بكل وجودي أنحني أمامك، وإذا سجدت وعفرت جبهتك بالتراب وهي رمز العنفوان والعز فيك، فإنك تقول من خلال ذلك أسجد لك يا ربي وجهاً وجسداً وعقلاً وقلباً وروحاً، فأنا عبدك الذي لا يرفع جبهته أمامك، لأنك الرب الأعلى وأنا الأدنى، وإذا أردت أن أعلو علوت بك، وإذا أردت أن أكون عظيماً فقد حددت لنا سبيل العلو الذي أردته لنا، قال سبحانه وتعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}[آل عمران:139].

نحن إذا أردنا العلو فبالله نعلو، وإذا أردنا العظمة فبالله نكون عظماء، وإذا أردنا أن نكون كباراً فبالله نكبر، "من اراد عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فلينتقل من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعته"، أن تكون عزيزاً بالله وكبيراً بالله ومهاباً بالله، فإن ذلك يحتاج إلى عمل داخلي نعيش فيه أفكارنا بين يدي الله، وبذلك تكون صلاتنا، صلاة الخاشعين الواعين، لا صلاة الغافلين الذين يبعدون الصلاة عن كل الأجواء التي يعيشونها، وهذا ما عرفنا الله سبحانه وتعالى إياه في كتابه المجيد عندما قال: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}[العنكبوت:45]، أقم الصلاة لأن الصلاة مدرسة عملية نتدرب من خلال القراءة، والركوع والسجود فيها وكل أفعالها على ذكر الله وتقواه سبحانه وتعالى، وطاعته في كل مجالات حياتك العملية.

^^

العبودية ميزان التقويم

ورد عن الرسول(ص) أنه استوحى هذا المعنى من الآية، فقال: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بعداً"، وقد حدثنا الله سبحانه وتعالى عن الذين يدخلون النار وعن سؤال المؤمنين لهم عن سبب ذلك: {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين* في جنات يتساءلون* عن المجرمين* ما سلككم في سقر* قالوا لم نك من المصلين* ولم نك نطعم المسكين}[المدثر:38ـ44ٍ].

ما يعني أن عدم الصلاة سبب في دخول جهنم، لأن الإنسان الذي لا يصلي من الصعب أن يستشعر الإيمان في قلبه، ولأن من يستهين بموعد لقائه مع ربه ويستهين بعبوديته لربه، لا يمكن أن يتذوق حلاوة الإيمان، في وعيه. ومن هنا اعتبرت مسألة الصلاة من المسائل التي يتوقف عليها مصير الإنسان: "إن قُبِلت قُبِل ما سواها، وإن ردّت ردّ ما سواها". لأنها تمثل معراج روح المؤمن إلى الله ومظهر عبوديته له.

والإنسان الذي يرفض أن يمارس العبودية لله هو إنسان متكبر على الله بشكل مباشر أو غير مباشر، شعر بذلك أم لم يشعر، فالتكبر حالة نفسية خفية لا يعلنها من لا يصلي غالباً، بل يقول بأنه حر في عدم قيامه بالصلاة، وهو في نفس الوقت يسجد أمام عبد مثله، وهذا ما نجده في الغزل الذي يعبر شعراؤه عن عبادتهم لجمال المرأة، وفي مواقف كثير منّا من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والسياسية.

فنحن نسجد للناس، وإن لم نسجد بجبهتنا، ولكن نسجد بإرادتنا، حيث أن كثيراً من الناس غير مستعد للقول بأنه عبد الله، ولكنه مستعد أن يقول لعبد مثله، أنا عبدك استجابة لمطامعه التي تستعبده والله هو خالقنا ورازقنا وموجدنا ومحيينا ومميتنا.

هذا الجانب من العبودية، لا بد لنا أن نلحظه في تقويمنا للأشخاص، فكثير من الناس يمتدحون طيبة شخص ورفعة أخلاقه على الرغم من كونه لا يصلي، ويعتبرون أن لا علاقة جوهرية بين الأمرين، الواقع أن ذلك اعتقاد خاطىء، فلا مجال لاجتماع الطيبة مع ترك الصلاة، لأنه لا مجال لاجتماع حُسن الخلُق بنكران الجميل وكفران النعمة والجحود، فكيف يمكننا أن نحكم على إنسان بأنه طيب إذا ما عرفنا أنه ناكر للجميل، كافر بالنعمة، جاحد لمن تفضّل عليه، يحارب من أحسن إليه، ولا يبالي بكل من يخدمونه بحياتهم، هل يمكن أن يكون الإنسان طيباً ويفعل كل ذلك، هذا ما نقوله أمام الناس، أما أمام الله، فإن القول بأن فلان طيب ولكن لا يصلي، يعني أنه طيب ويجحد نعمة الله، طيب ويستهين بعبوديته لله، أو يعصي الله، أو يحارب الله سبحانه وتعالى، فيما يتناسب مع مصالحه وأطماعه، ولذا فإن صفة الطيبة وحدها لا تجعل الإنسان يرتدع عن محاربة الله عملياً، فنحن بسبب الغفلة وعدم الوعي الروحي لا نجد أي مشكلة في محاربة الله، وفي حين نجد أن محاربة أحد أقاربنا أو أعزائنا قضية تقوم لها الأرض ولا تقعد.

لهذا يجب أن يكون الله في نفوسنا أعلى من كل شيء {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحبّ الله والذين آمنوا أشدّ حباً لله}[البقرة:165]، فمن يعيش الإحساس بعظمة الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يساوي أحدٌ به، لا في تفكيره ولا في شعوره وإحساسه، ولا في عمله، لأن كل شيء في حساب الله يختلف عن حساب كل الناس.

ولكن نحن يجب أن نرى في عدم الالتزام بعبادته أساساً لتقويم أنفسنا والآخرين، ذلك أن مسألة الانسجام مع الله وعدم الانسجام معه هي من المسائل الأساسية في حياتنا، وهذا ما يؤكد عليه القول بأن الصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها، فقبولها يعني أن الله رضي عنك وأنه أحبك، وبذلك تقبل بقية الأعمال، حيث تقوم العبادات بدور تكريس إحساسنا بعبوديتنا لله سبحانه وتعالى وطاعته في كل أمور حياتنا، فلا نقارب محرماً مع أداء الصلاة التي تنهانا عن ارتكاب الفحشاء والمنكر بكل أشكاله ومستوياته في كل مفردات حياتنا اليومية، وإلا فقدت الصلاة معناها وضاع الدرس الذي تمليه إقامتها.

فالصلاة تعلم الإنسان أن يخاف الله وأن يحاسب نفسه، وأن يفكر بعقوبة الله له أكثر من تفكيره بعقوبة الآخرين، أما وقوع الإنسان في ما يغضب الله بعد الفراغ من إقامة الصلاة، فيعني أنه لم يتعلم درس الصلاة بالانتهاء عن الفحشاء والمنكر.

^^

بالصوم تُنال ملكة التقوى

وهكذا بالنسبة لكل العبادات ومنها الصوم {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون* أياماً معدودات...} [البقرة:183ـ184]، والصيام هو ترك الطعام والشراب واللذات الجنسية، وما يلحق بهذه الأمور الثلاثة من مفطرات، وتعمد البقاء على الجنابة أو الارتماس، لاحتمال امتصاص الجسد للماء وما إلى ذلك.

وهكذا، فإن في موضوع الصوم ثلاثة أشياء أساسية حرّمها الله سبحانه وتعالى علينا في وقت معين، وهي حلال بطبيعتها، أما عن حدوده الزمنية في اليوم: {كلوا واشربوا حتى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} [البقرة:187]، هذه الفترة فقط، أن تصوم على أساس أن تترك هذه الأمور، لأن الله حرّمها من الصباح إلى المساء قربة إلى الله، وامتثالاً لأمر الله في ترك هذه الأمور، وإذا صام الإنسان بهذه الطريقة كان صومه صحيحاً.

هذا الصوم صوم صغير يصوم فيه الإنسان عمّا أحلّه الله له في ذاته، باعتباره محرماً في وقت معين، أما في المقابل فهناك، صوم العمر عن الأشياء التي حرّمها الله علينا طوال الحياة، وهي الخمر والقمار والزنا واللواط والسرقة والربا والركون إلى الظالمين والخيانة والتجسس وما إلى ذلك.

ومعنى أن تكون الأشياء محرمة عليك هو أن تصوم عنها صياماً دائماً منذ أن تبلغ سن التكليف، والله جعل الصوم الصغير مقدمة للصوم الكبير. ونفهم ذلك من قوله تعالى: {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون} [البقرة:183]، بمعنى أن الله كتب عليك الصوم في هذا الشهر لتحصل على ملكة التقوى في حياتك. ومعنى التقوى "أن لا يفقدك الله حيث أمرك، وأن لا يجدك حيث نهاك"، أي أن تترك الحرام وتفعل الواجب لا أكثر ولا أقل.

سأل شخص أحد أئمة أهل البيت(ع): ما الزهد في الدنيا؟ قال: حرامها فتجنبه. يكفي أن تتجنّب الحرام كي تكون أزهد الزهاد، بعد ذلك كُل ما تريد وألبس ما تشاء وأخرج بأحسن زينة.

لهذا فإن الصوم في التشريع الإسلامي القرآني مقدمة للتقوى، فإذا لم تتحقق التقوى بالصيام لم يتحقق فعل الصوم إلا شكلياً، كما هي حال من يصوم النهار عن الطعام والشراب ويملأ يومه بالغيبة والنميمة والكذب والرياء والسرقة ومعاونة الظالم وما إلى ذلك. أو من يصوم ويترك المحرمات خلال النهار أو خلال شهر رمضان فقط، ويمنح نفسه حرية انتهاك تلك المحرمات لمجرد إرخاء الليل سدوله أو انتهاء شهر الصيام، كما هي حال الشاعر الذي قال في الخمرة:

رمضان ولّى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق

الصيام من العبادات التي يراد منها أن يكف الإنسان عن الحرام أو أن يدفعها إلى الواجب، الأمر الذي يتطلب جهداً داخلياً لا يعكسه مظهر الصائم الخارجي إلا في سلوكه خلافاً للصلاة التي تتجلى في حركة مرئية، لأجل ذلك ورد في الحديث القدسي قوله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي به"، فالصوم هو صوم عن المحرمات وهو صوم يتعدى بعده الظاهر.

من هنا اعتبر الإمام علي(ع) العيد "عيدٌ لمن قبل الله صيامه وقيامه" وأعطى للعيد بعداً واسعاً هو: "كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد". عيد الإنسان المؤمن أن لا يعصي الله، ولذلك لا بد أن نفهم الصوم على هذه الصورة حتى ندخل جوه دخولاً واعياً، فإذا دعتنا نفوسنا إلى معصية الله في كلام، أو أكل أو شرب أو عمل جعلنا من الصوم رادعاً لنا عن ارتكاب الحرام انسجاماً مع موقفنا كصائمين، بحيث تتحول وضعية الصيام إلى عملية إيحائية تذكرنا دائماً بهدفنا الأساس وهو نيل رضا الله وتجنب عقابه والتخلص من النار، ودخول الجنة {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز}[آل عمران:185]. لهذا فإنه من غير الممكن لنا أن نؤدي الصوم أداءً تقليدياً محدوداً بوقت معين وموسم معين وفي إطار حياتي محدد.

^^

الصوم في مفهومه الكبير

فنحن في الواقع ملزمين بصوم غذائي، وصوم جنسي، وصوم سياسي، وصوم اقتصادي، وصوم اجتماعي، وصوم عسكري، لأنه ما من جانب من جوانب حياتنا إلا وفيه محرمات ولا يقتصر ذلك على الأكل والشرب.

ففي الجانب الاجتماعي محرمات على مستوى العلاقات والعادات والتقاليد والوضعيات التي تتحكم في بناء المجتمع الذي نعيش فيه، والصوم بلحاظ هذا الجانب يتجلى في ترك ما هو محرم من تلك العادات والتقاليد والعلاقات، وفي الجانب الاقتصادي حلال وحرام {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم}[النساء:29]، حيث تضبط عملية التبادل التجاري وموضوعاته محللات ومحرمات لا بد للإنسان أن يصوم عن المحرمات منها.

وفي الجانب العاطفي والقلبي من حياة الإنسان أيضاً صيام موضوعه الحب والبغض، حيث يجب أن ينعقد قلب الصائم فيه على محبة أولياء الله وعلى بغض أعدائه {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله}[المجادلة:22].

وفي الجانب السياسي صوم على مستوى الانتماء والموقف والعمل، حيث يحرم على الإنسان الانتماء إلى فريق أو جماعة أو شخص لا يرضي الله، ويحرم عليه اتخاذ أي موقف رافض أو مؤيد حيال أي موضوع أو شخص إلا على ضوء ما حلّله الله أو حرّمه {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار}[هود:113].

ولا يجوز أن تدخل معركة أو تترك معركة إلا على ضوء حلال الله وحرامه، فقتل البعض حلال وقتل البعض الآخر حرام، واستعمال بعض الأسلحة حلال واستعمال بعضها الآخر حرام، وهكذا بحيث يمكننا القول بوجود صوم سياسي عندنا، فأنت عندما تصوم شهر رمضان وتنشىء علاقات مع المستكبرين والظالمين والمنحرفين، تكون قد صمت صوماً غذائياً، ولكنك مفطر سياسياً، وهكذا إذا تعاطيت المحرم في معاملاتك الاقتصادية أو في علاقاتك الاجتماعية تكون مفطراً اقتصادياً أو اجتماعياً، يقال في هذا المجال أن النبي(ص) قال في شهر رمضان لامرأة كانت تغتاب جاريتها، قدّموا لها طعاماً، قالت: كيف يا رسول الله أنا صائمة، قال: كيف لك أن تكون صائمة وقد أكلت لحم جاريتك.

فالصوم بكل عناوينه الغذائية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كل لا يتجزأ، بحيث لا يمكن الاعتراف بصوم من يخون أمته مثلاً كما هي حال من يصوم ويصلي ويقرأ الدعاء ويعمل في الوقت نفسه كمخابرات ضد المسلمين وضد المؤمنين وضد وطنه وأمته، فرضى الله الذي يشكل هدفاً للصوم لا يتحقق بالصوم الغذائي فقط كما لا يشكل هذا الصوم مجالاً وحيداً لتحقيقه، {يا أيها الناس اتقوا ربكم} [النساء:1] في كل شيء.

علينا أن نفهم إذن أن الصوم الغذائي هو مقدمة للصوم الكبير، للصوم السياسي، للصوم الاجتماعي، للصوم الأمني، للصوم العسكري، لكلّ ما حرّم الله علينا، لأن الأساس هو أن يرضى الله عنا وأن لا يغضب علينا، أن يدخلنا في جنته وأن يجنبنا ناره، أن نصل إلى مرحلة يقال فيها عند نهاية حياتنا {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} [الفجر:27ـ30] بدل أن يقال {خذوه فغلّوه* ثم الجحيم صلّوه* ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه} [الحاقة:30ـ32].

هذه نقطة لا بد أن نفكر فيها دائماً، ولا بد أن نجعل من الجنة والنار فكرة حية حاضرة في أذهاننا، بحيث نستشعر لهيب النار يحرق وجوهنا، ولذلك فإن وصولنا إلى هذه الحالة يضمن قيادتنا للحياة على أسس الإسلام بشكل متوازن وسليم.^^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elhkoma.ahlamontada.com
 
الصوم السياسي في حركة الواقع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دور الصوم في بناء الشخصية الإسلامية
» قصة آيات قرآنية على جسد الطفل.. بين الواقع والخيال
» الرسالة في حركة الحياة
» الدعـاء في حركة الدعـوة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الحكومة لاشهار المواقع والمنتديات  :: 

الاسلاميات  :: الدين الاسلامى والديانات الاخرى

-
انتقل الى: